إلا وقد زار كربلاء ، ووقف عليها وقال : إنك لبقعة كثيرة الخير ، فيك يُدفن القمر الأزهر) (٤٢١).
لعلّ القارئ الكريم يتسائل ويقول : الرواية ذكرت (أول من لعن قاتل الحسين بن علي عليه السلام ، إبراهيم خليل الرحمن) ، مع العلم أنّ هذا يخالف الروايات السابقة التي ذكرت آدم ونوحاً (عليهما السلام) ، فكيف يكون ذلك؟
لعلّ المستفاد من الرواية أنّ إبراهيم عليه السلام أوّل باعتبار التأكيد والوصية لولده من بعده بلعن يزيد ، وهذا لم يكن للأنبياء الذين سبقوه ، كما هو المستفاد من الروايات.
٥ ـ وروي : (أنّ إسماعيل كانت أغنامه ترعى بشط الفرات ، فأخبره الراعي أنها لا تشرب الماء من هذه المشرعة منذ كذا يوماً ، فسأل عن سبب ذلك؟ فنزل جبرئيل وقال : يا إسماعيل ، سَلْ غنمك فإنّها تجيبك عن سبب ذلك؟ فقال لها : لم لا تشربين من هذا الماء؟ فقالت بلسان فصيح : قد بلغنا أنّ ولدك الحسين عليه السلام سبط محمد يقتل هنا عطشاناً ، فنحن لا نشرب من هذه المشرعة حزنا عليه ، فسألها عن قاتله فقالت : يقتله لعين أهل السماوات والأرضين والخلائق أجمعين. فقال إسماعيل : اللهم إلعن قاتل الحسين عليه السلام) (٤٢٢).
س / لعلّ القارئ الكريم يتساءل ويقول : حينما سأل إسماعيل عليه السلام ربه عن سبب إمتناع الأغنام عن شرب الماء ، ونزل جبرئيل عليه السلام وقال له : سل غنمك؟ لماذا أحال الجواب على الغنم؟
__________________
(٤٢١) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٤ / ٣٠١.
(٤٢٢) ـ نفس المصدر ، ج ٤٤ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤.