وبعد ذكر هذه الرواية ، نطرح السؤال التالي :
س / جاء في الرواية : (والقلم جرى على اللوح بلعنه بغير إذن ربه ، فأوحى الله تعالى إلى القلم : إنك استحققت الثناء بهذا اللعن). فما معنى هذه العبارة ، وكيف يجري القلم بغير إذن ربه؟
أجاب السيد صادق الروحاني (دام ظله) بما يلي :
«اللوح كتاب الله كتب فيه ما يكون إلى يوم القيامة ، والقلم هو الشيء الذي أحدث الله به الكتاب في اللوح ، وجعل اللوح أصلاً لتعرف الملائكة ما يكون ، فإذا أراد الله تعالى أن يطلع الملائكة على غيب له ، أو يرسلهم إلى الإنباء بذلك ، أمرهم بالإطلاع في اللوح فحفظوا منه ما يؤدونه إلى من أرسلوا إليه ، وعرفوا منه ما يعملون. وأفاد الشيخ المفيد أنّه جائت بذلك آثار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وعن الأئمة (عليهم السلام) ، وذلك القلم ذو شعور وإرادة ، ولذا ذهب جماعة إلى أنّ اللوح والقلم ملكان ، فالمراد م جريان اللعنة على اللوح بغير إذنه ، الإذن التشريعي لا التكويني ، فألهم القلم باللعنة ؛ ولذا استحق الثناء» (٤٢٠).
٤ ـ عن خالد الرِّبعي قال : حدثني من سمع كعباً يقول : (أوّل من لعن قاتل الحسين لن علي عليهما السلام إبراهيم خليل الرحمن ، وأمر ولده بذلك وأخذ عليهم العهد والميثاق ، ثم لعنه موسى بن عمران وأمر أمته بذلك ، ثم لعنه داود وأمر بني إسرائيل بذلك ، ثم لعنه عيسى وأكثر أن قال : يا بني إسرائيل إلعنوا قاتله ، وإن أدركتم أيامه فلا تجلسوها عنه ، فإنّ الشهيد معه كالشهيد مع الأنبياء مقبل غير مدبر ، وكأني أنظر إلى بقعته ، وما من نبي
__________________
(٤٢٠) ـ جواب إستفتاء خطي ـ المؤلف.