الفطاحل أبو القاسم حميد بن زياد النينوي ، وكان اسم كربلاء يطلق على نينوى ، واسم هذه على تلك على حد سواء. ويروي الطبري ، وابن الأثير عن نزول الحسين عليه السلام أرض كربلاء فقالا : فلما أصبح ـ أي الحسين عليه السلام ـ نزل فصلّى الغداة ، ثم عَجّل بالركوب ، وأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم ، فيأتيه الحر بن يزيد فيردهم فيرده ، فجعل إذا رَدّهم إلى الكوفة رداً شديداً امتنعوا عليه فارتفعوا ، فلم يزالوا يتياسرون ، حتى انتهوا إلى نينوى ، المكان الذي نزل به الحسين» (٣٣٣).
وقد أشارت الروايات إلى هذا الاسم كما يلي :
١ ـ عن ابن عباس قال : (كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في خرجته إلى صفين ، فلما نزل بنينوى ـ وهو بشط الفرات ـ قال بأعلى صوته : يا ابن عباس ، أتعرف هذا الموضع؟ قلت له : ما أعرفه يا أمير المؤمنين. فقال عليه السلام لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي ... إلخ) (٣٣٤).
٢ ـ روي : (أنّ الحسين عليه السلام إشترى النواحي التي فيها قبره من أهل نينوى ، والغاضرية بستين ألف درهم ، وتصدّق عليهم ، وشرط أن يرشدوا إلى قبره ، ويضيِّفوا من زاره ثلاثة أيام) وذكر السيد رضي الدين ابن طاووس : «أنها إنما صارت حلالاً بعد الصدقة ؛ لأنهم لم يفوا بالشرط ، قال : وقد روى محمد بن داود عدم وفائهم بالشرط في باب نوادر الزيارات» (٣٣٥).
__________________
(٣٣٣) ـ آل طعمة ، السيد سلمان هادي : تاريخ مرقد الحسين والعباس / ٢٢ ـ ٢٣.
(٣٣٤) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٤ / ٢٥٢.
(٣٣٥) ـ النوري ، ميرزا حسين الطبرسي ، مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٢١ ، (باب ٥٠ من أبواب المزار ـ حديث ٧).