وقال أيضاً : «وكانت مقبرة عامة قبل الفتح الإسلامي ، وتقع في أراضي ناحية الحسينية قرب نينوى. أما الأطلال الكائنة في شمال غربي كربلاء ؛ تعرف بـ(كربلاء القديمة) ، يستخرج منها أحياناً بعض الحباب الخزفية ، وكان البابليون يدفنون موتاهم فيها» (٣٣٨).
وقال العلامة الشيخ عبد الواحد المظفر (ره) : «هي مقبرة الحر الشهيد الرياحي وفيها مرقده ، وكانت مقبرة قديمة ، وفي دفن هذا البطل المجاهد إلى هذا الموضع النائي عن مرقد الشهداء أقوال :
١ ـ قول أنه سقط هناك فلم يحمل إلى خيمة القتلى من الشهداء ، لحيلولة القوم بينهم وبينه ، مع إشتغالهم بالحرب.
٢ ـ وقول أنّ عمر بن سعد لما أمر بقطع رؤوس الرؤساء من أنصار الحسين عليه السلام ، أبت بنو تميم أن يقطع راس الحر ، فحملوه ودفنوه هناك.
٣ ـ ويقال : إنما حملوه ؛ لأنّ عمر بن سعد أمر بوطئ جثت القتلى إمتثالاً لأمر ابن زياد ، فقامت بنو تميم وحامت عنه ومنعت منه ، ثم حملته إلى هذا الموضع ، ومنعت كل قبيلة من وطئ جثت رجالها ، لكنهم لم يحملوهم ولم يدفنوهم. وهذا ضعيف ؛ لأنّ المأمور به ابن سعد ، وطئ جسد الحسين عليه السلام خاصة ، فوطئته الخيل دون سائر الشهداء من العلويين وغيرهم ، كما صَرّحت بذلك الكتب والمقاتل.
__________________
(٣٣٨) ـ آل طعمة ، السيد سلمان هادي : تراث كربلاء / ٢٠.