جسور على أنهار ؛ لما عطش الحسين عليه السلام وإنما عطش ؛ لأنّ في كربلاء نهر واحد صغير نزل على ضفته الأعداء ، وأوثقوا الإستحكام على شرائعه ؛ وذلك لا يكون أكبر من نهر الحسينية بكثير ، ولو أحرق جسره أو قطع لا يعوق المنهزم لإمكان خوضه وسعة البادية في جانبيه ، بخلاف العقر الذي تحيط به أنهار كثيرة بحيث تمنع المنهزم بغزارة مائها وكثرتها ، أما جدول العلقمي وفروعه الصغيرة ، لا تصد منهزماً ، ولا تحول بينه وبين الفرا ، لسهولة خوضه واقتراب ضفتيه بعضها من بعض.
ثانيهما ـ إنّ مسير ابن المهلب كان من واسط أو قضاء الحي الحالي إلى العقر ، على الطريق الذي يوصل إلى الحلة من طريق عفك ، والدغارة ، فالديوانية ، فأراضي الشافعية ، فعقر بابل.
ثالثهما ـ الحرس الذي أقامه بنو أمية في النخيلة (جسر العباسيات) يمنع أهل الكوفة من نجدة ابن المهلب يُعيِّن أن مقتله في عقر الشامية ؛ لأن طريق من أنجده من أهل الكوفة النخيلة ، ولو كانت عقر كربلاء لتركوا طريق النخيلة وتسربوا إلى نجدته من الظهر ـ ظهر الكوفة ـ النجف الأشرف على موضع خان الحماد ، أو خان جضعان فذاك مسلك فسيح ، وطريق واسع لا تتسلط عليه قوة الحرس الذي بالنخيلة.
رابعها ـ أنّ العباس ابن الوليد أحد قواد جيش بني أمية نزل بسورا ، وسورا هي الهاشمية أو الجربوعية الحالية ، وفراتها يسمى لذلك نهر سورا ، وتطلق سورا على كافة أراضي العذار ، فإذا كان جيش بني أمية في الهاشمية فابن المهلب في عقر الهاشمية ، وما أبعد ما بين الجربوعية وكربلاء في جيشين ملتحمين في الحرب.