خامسها ـ إنّ قائد القوات الأموية الأول مسلمة بن عبد الملك المرواني بعد ظفره بابن المهلب ، عاد فنزل الحيرة والطريق من الشامية إلى الحيرة أو الجعارة على أبي صخير معروف ، ولو كان من كربلاء لما تجاوز الكوفة.
سادسها ـ إنّ قواد بني أمية ، لما أقبلوا لحرب ابن المهلب ، أقبلوا على خط الفرات من هيت ، وعانة ، فالرمادي ، إلى الأنبار فعقدوا الجسر وعبروا منه إلى الجزيرة ، ولو كان مركز ابن المهلب في كربلاء ، ما احتاجوا إلى عقد جسر ، وساروا على ضفاف الفرات الغربي ، حتى يصلوا إلى كربلاء ، فأي فائدة في هذا العناء بعقد جسر ليعبروا منه ، ثم يعقدوا مرة أخرى جسراً يعبروا به إلى ملاقات عدوهم ، كل هذه المرجحات يستبين منها جلياً ، أنّ عقر التي قتل عندها ابن المهلب ؛ هي عقر المهناوية لا عقر الطفوف ، وهذا اسمها إلى اليوم عقر (عكر) ، وهي مشهورة بغزارة المياه ، وجودة الأرز ، وكثرة الصيد من أسماك وطيور ، وهي تابعة لقضاء الشامية ، لواء الديوانية ، وهي كثيرة المياه صالحة لأن تعقد عليها جسور كثيرة» (٣٢٠).
والروايات التي ذكرت (العقر) منها ما يلي :
«وفي رواية : قال زهير : سر بنا إلى هذه القرية حتى ننزلها فإنّها حصينة ، وهي على شاطئ الفرات ، فإن منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون علينا من قتال من يجي بعدهم ، فقال عليه السلام : وما هي؟ قالوا : هي العقر. فقال : اللهم إني أعوذ بك من العقر» (٣٢١).
__________________
(٣٢٠) ـ المظفر ، الشيخ عبد الواحد : البطل العلقمي ، ج ٣ / ٣٦٢ ـ ٣٦٤.
(٣٢١) ـ إعداد لجنة الحديث ، معهد تحقيقات باقر العلوم : موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) / ٣٧٤.