البيان (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) ، وقيل : حيرة الكوفة وسوادها والقرار مسجد الكوفة ، والمعين الفرات. عن أبي جعفرو أبي عبد الله (عليهما السلام) (٣٠٣).
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عَزّ وجَلّ : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ). قال : الربوة ؛ نجف الكوفة ، والمعين ؛ الفرات) (٣٠٤).
عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص قال : (رأيت أبا عبد الله عليه السلام يتخلل بساتين الكوفة فإنتهى إلى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع وسجد ، فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ، ثم استند إلى النخلة فدعا بدعوات ، ثم قال : يا حفص إنها والله ال نخلة التي قال الله جلّ ذكره لمريم (عليها السلام) : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) (٣٠٥). وبعد هذا البيان نقول : لا غرابة ولا إستبعاد في ولادتها بعيسى عليه السلام في كربلاء ؛ إذ بعض الروايات تَنصّ وتشير إلى ذلك ، ويؤيد ذلك الفيض الكاشاني (قده) بقوله : «(فَحَمَلَتْهُ) ؛ يعني مريم ، عيسى (عليهما السلام) ، (مَكَانًا قَصِيًّا) ؛ أي بعيداً ، وقد مضى ما يؤيد هذا الحديث في باب فضل الفرات» (٣٠٦).
__________________
(٣٠٣) ـ الحويزي ، الشيخ عبد علي جمعة : نور الثقلين / ج ٥ / ٩٠.
(٣٠٤) ـ الكليني ، الشيخ محمد بن يعقوب : الكافي ، ج ٨ / ١٢٦.
(٣٠٥) ـ الفيض الكاشاني ، الشيخ محمد حسن : الوافي / ج ١٤ / ١٥٢٣.
(٣٠٦) ـ نفس المصدر.