أخرجوه منها لا يفتتن به أهلها ، فصيّره الله تعالى عند أمير المؤمنين عليه السلام فدفن ، فالرأس مع الجسد ، والجسد مع الرأس» (٢٥١).
لكن عن ابن طاووس : «أنّ رأس الحسين عليه السلام أعيد فدفن مع بدنه بكربلاء ، وذكر أنّ عمل العصابة على ذلك؟ ولعلّه لا منافاة لإمكان دفنه مدة ، ثم نقل إلى كربلاء. ولا بأس بالصلاة وزيارته بمكان وضعه.
قال مفضل بن عمر : (جاز الصادق عليه السلام بالقائم المائل في طريق الغري ، فصلى عنده ركعتين ، فقيل له : ما هذه الصلاة؟ فقال : هذا موضع رأس جدي الحسين عليه السلام وضعوه هنا) (٢٥٢).
ويمكن أن يكون المكان موضع دفن الرأس الشريف بعد سلخه ، فإنهم لعنهم الله تعالى نقلوه بعد أن سلخوه» (٢٥٣).
ما المراد بـ(فالرأس مع الجسد ، والجسد مع الرأس)؟
يمكن توجيه هذه العبارة بما يلي :
أ ـ قال الشيخ المجلسي (ره) : «أي بعد ما دفن هناك ظاهراً ألحق بالجسد بكربلاء ، أو صعد به مع الجسد إلى السماء ، كما في بعض الأخبار ، أو أنّ بدن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كالجسد لذلك الرأس ، وهما من نور واحد» (٢٥٤).
ب ـ وقال السيد ابن طاووس (ره) : «اعلم أنّ إعادة مقدّس رأس مولانا الحسين عليه السلام إلى جسده الشريف يشهد به لسان القرآن العظيم المنيف ، حيث
__________________
(٢٥١) ـ الحر العاملي ، الشيخ محمد بن الحسن : وسائل الشيعة ، ج ١٤ / ٤٠٢ (الباب ٣٣ ـ من أبواب المزار ـ حديث ٨).
(٢٥٢) ـ نفس المصدر / ٤٠١ (الحديث ٦).
(٢٥٣) ـ النجفي ، الشيخ محمد بن حسن : جواهر الكلام ، ج ٢٠ / ٩٣.
(٢٥٤) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ١٧٨.