قلت : جعلت فداك ، فما الموضعين الذين صليت فيهما؟ قال : موضع رأس الحسين عليه السلام ، وموضع منبر القائم) (٢٤٨).
الثالثة ـ عن علي بن أسباط ، رفعه ، قال أبو عبد الله عليه السلام : (إنك إذا أتيت الغريّ رأيت قبرين ، قبراً كبيراً وقبراً صغيراً ، فأما الكبير ؛ فقبر أمير المؤمنين ، وأما الصغير ، فرأس الحسين بن علي (عليهما السلام)) (٢٤٩).
وبعد عرض هذه الروايات ، نستنتج ما يلي :
١ ـ بناء على الرواية الأولى ذهب بعض العلماء إلى القول بدفن الرأس بجنب أمير المؤمنين عليه السلام وعلى هذا يشير الشيخ عباس القمي (ره) بقوله : «والذي اشتهر بين علمائنا الإمامية ، أنه إما دفن مع جسده الشريف ، رده علي بن الحسين (عليه السلام) ، وأنه دفن عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، كما في أخبار كثيرة» (٢٥٠).
٢ ـ قال الشيخ محمد بن حسن النجفي (قده) : «وقال يونس بن ظبيان : (إنّ الصادق عليه السلام ركب وركبت معه حتى نزل عند الذكوات الحمر ، وتوضأ ثم دنى إلى أكمة فصلى عندها وبكى ، ثم مال إلى أكمة دونها ففعل مثل ذلك. ثم قال : الموضع الذي صَلّيت عنده أولاً ، موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، والآخر موضع رأس الحسين عليه السلام ، وأنّ ابن زياد (لعنه الله) لما بعث برأس الحسين بن علي عليهما السلام) إلى الشام ؛ بعثه إلى الكوفة ، فقال :
__________________
(٢٤٨) ـ المصدر السابق / ٨٣ (حديث ٥).
(٢٤٩) ـ نفس المصدر / ٨٤ (حديث ٦).
(٢٥٠) ـ القمي ، الشيخ عباس : نفس المهموم / ٤٢٥.