٣ ـ يذكر الحاج عبد المحسن شلاش : «ولنا من الأدلة الشرعية ما يؤيد حدود كوفان نظراً لما ورد في الجزء العاشر من البحار : عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال لولده الحسين عليه السلام : (بأبي المقتول على ظهر كوفان) والمفروض أنّه المقتول في أكتاف طف كربلاء ، وهذا ما يحملنا أيضاً الإعتقاد بأنّ ظهر الكوفة ربما كان يمتد إلى غربي طف كربلاء ؛ حيث أنّ هذا السنام المرتفع من الرمال المتحجرة كان يرافق أراضي الطفوف الواقعة غربي طف كربلاء؟ كطف هور أبو دبس وما يجاورها» (٢٤٠). وبعد عرض هذه الأقوال نخرج بالنتيجة التالية :
أولاً ـ لعلّ الإختلاف في توضيح (ظهر الكوفة) كما تقدم يرجع إلى أنّ تحديد الكوفة هل هو قبل الإسلام أم بعد الإسلام؟ حيث أن المنقبين في الأخبار والآثار توصلوا إلى أنّ حدودها القديمة قبل الإسلام أوسع من حدودها بعد الإسلام.
ثانياً ـ على القول بأن سبب تسمية الكوفة هو إستدارتها ، أو للرميلة المستديرة ، أو لوقوع جبل كان في وسطها ، فإن نتيجة البحث والتتبع لدى الباحثين في هذا الموضوع ، أنّ البقعة الرملية الواقعة على جانب الفرات الغربي كأنها جبل مكتوف من الرمال المرتفعة ، بخلاف الأراضي المحيطة به حيث ترتفع إرتفاعاً بيناً بالتدريج يبلغ إلى ستة وثلاثين متراً تقريباً مما يلي النجف عن شاطئ الفرات ، وهو الذي تحده من الجنوب بحرية النجف المنخفضة ، ومن الشرق منخفضات أراضي المشخاب والشامية التي تقطنها اليوم قبائل آل فتلة وآل إبراهيم وآل زياد ، ومن الشمال مقاطعات زراعية منخفضة
__________________
(٢٤٠) ـ الدجيلي ، جعفر هادي : موسوعة النجف الأشرف ، ج ١ / ١٤٥.