في اليوم الذي لا ينقضي كربه ، ولا تفنى حسرته ، وهي أطهر بقاع الأرض ، وأعظمها حرمة ، وإنها من بطحاء الجنة) (٢٢٩).
٢ ـ وعن عمر بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (خلق الله أرض كربلاء قبل أن يخلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام ، وقدّسها وبارك عليها ، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدّسة مباركة ، لا تزال كذلك ، حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة ، وأفضل منزل يسكن الله فيه أولياءه في الجنة) (٢٣٠).
ثالثاً ـ الجمع بين الروايات بأنها في الدنيا شبيهة برياض الجنة ، من حيث قداستها ، وما يكون فيها من صالح الأعمال ، ويؤيد هذا الوجه الروايات التالية :
١ ـ عن أبي الجارود قال : قال علي بن الحسين عليه السلام : (إتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق أرض الكعبة ، بأربعة وعشرين ألف عام ، وأنها إذا بدّل الله الأرضيين رفعها بما هي برمتها نورانية صافية ، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة ، وأفضل مسكن في الجنة ، لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون ـ أو قال : أولوا العزم من الرسل ـ وأنها لتزهر من رياض الجنة ، كما يزهر الكوكب الدري لأهل الأرض ، يغشى نورها نور أبصار أهل الجنة جميعاً ، وهي تنادي : أنا أرض الله المقدسة والطينة المباركة ، التي تضمنت سيد الشهداء ، وشباب أهل الجنة) (٢٣١).
__________________
(٢٢٩) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٩٨ / ١١٤ ـ ١١٥.
(٢٣٠) ـ النوري ، ميرزا حسين الطبرسي : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٢٢ (باب ٥١ من أبواب المزار ، حديث ٢).
(٢٣١) ـ نفس المصدر / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ (حديث ٣).