أشجار المعرفة والمحبة والعبادة ، وسائر الكمالات» (٢١٤) ، وإليه ذهب الشيخ الطريحي (قده) (٢١٥). والقتيبي (٢١٦) وغيره من علماء العامة. كما ذكر ذلك السمهودي (٢١٧). ويؤيد هذا القول : أنه قد تقرر في قواعد الشرع ، أنّ البقع المباركة ما فائدة بركتها لنا والإخبار بذلك إلا تميزها بالطاعات ، فقد ورد في الحديث النبوي : (إذا رأيتم روضة من رياض الجنة فارتعوا فيها) قيل : يا رسول الله ، وما روضة الجنة؟ قال : مجالس المؤمنين) (٢١٨).
وفي الحديث النبوي أيضاً : (بادورا إلى رياض الجنة. فقالوا : وما رياض الجنة؟ قال : حِلَقْ الذكر) (٢١٩).
وفي عدة الداعي : «روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج على أصحابه فقال : (إرتعوا في رياض الجنة. قالوا : يا رسول الله ، وما رياض الجنة؟ قال : مجالس الذكر إغدوا وروحوا واذكروا ، ومن كان يحب أن يعلم منزلته عند الله ؛ فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإنّ الله تعالى ينزل العبد حيث أنزل العبد الله من نفسه ، واعلموا أنّ خير أعمالكم وأزكاها وارفعها في درجاتكم ، وخير ما طلعت عليه الشمس ذكر الله سبحانه ، فإنّه أخبر عن نفسه فقال : أنا جليس من ذكرني ، وقال سبحانه : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) بنعمتي ، واذكروني بالطاعة والعبادة ، أذكركم بالنعم والإحسان والرحمة والرضوان» (٢٢٠).
__________________
(٢١٤) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : مرآة العقول ، ج ١٨ / ٢٦٥.
(٢١٥) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين بن الشيخ محمد علي : مجمع البحرين ، ج ٤ / ٢١٠.
(٢١٦) ـ ابن الأثير ، المبارك بن محمد الجزري : النهاية في غريب الحديث ، ج ١ / ١٨٧.
(٢١٧) ـ السمهودي ، نور الدين علي بن أحمد : وفاء الوفاء ، ج ٢ / ٤٢٩ ـ ٤٣٢.
(٢١٨) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٧١ / ١٧٧.
(٢١٩) ـ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي بن بابويه : معاني الاخبار / ٣٢١.
(٢٢٠) ـ ابن فهد ، الشيخ أحمد بن محمد الحلي : عدة الداعي / ٢٥٣.