وقال : الله أكبر ، جاءنا فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : لعن الله قاطع السدرة ثلاثاً ، فلم نقف على معناه حتى الآن ؛ لأنّ القصد بقطعة تغيير مصرع الحسين عليه السلام حتى لا يقف الناس على قبره) (١٨١).
كما أنّ لهذا المشهد الطاهر سدنة معينون بوظائف مختلفة لخدمته ، وكانوا يتقاضون مرتباتهم من الأوقاف التي كانت قد أسستها أم موسى (١٨٢) ـ أم الخليفة المهدي ـ لهذا الغرض ، وإلى هذا تشير رواية الطبري في حوادث عام ١٩٣ هـ على عهد الرشيد : «ذكر علي بن محمد ، عن عبد الله قال : أخبرني القاسم بن يحيى ، قال بعث الرشيد إلى ابن داود ، والذين يخدمون قبر الحسين في الحير ، قال : فأتى بهم فنظر إليه الحسن بن راشد (١٨٣) وقال : مالك؟ قال : بعث هذا الرجل ـ يعني الرشيد ـ فأحضرني ولست آمنه على نفسي. قال : إذا دخلت عليه فسألك فقل له الحسن بن راشد وضعني في ذلك الوضع. فلما دخل عليه قال هذا القول. قال : ما أخلق أن يكون هذا من تخليط الحسن احضروه. فلما حضر قال : ما حملك على أن صيّرت هذا الرجل في الحير؟ قال : رحم الله من صيّره في الحير ، أمرتني أم موسى أن أصيره فيه ، وأن أجري عليه في كل شهر ثلاثين درهماً ، فقال : ردوه إلى الحير ، وأجروا عليه ما أجرته أم موسى» (١٨٤).
__________________
(١٨١) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ٤٩٨.
(١٨٢) ـ أم موسى ، هي كنيتها ، وأسمها أروى بنت منصور بن عبد الله بن ذي سهم بن يزيد بن منصور الحميري من ملوك اليمن ، زوجة المنصور العباسي ، توفيت عام ١٤٦.
(١٨٣) ـ مولى بني العباس ، وكان وزير المهدي ، وموسى ، وهارون ، بغدادي.
(١٨٤) ـ الكليدار ، الدكتور السيد عبد الجواد : تاريخ كربلاء وحائر الحسين / ٣٢ ـ ٣٣.