القرآن الحكيم أيضا لقوله عزّ وجلّ : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى) (١).
وقوله تعالى : (قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ، إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَ) (٢).
وكلامكم يخالف صريح كلام الله العزيز.
الشيخ عبد السلام : لا شك أنّ الخليفة (رض) حكم بصلاح المسلمين ، وحرّم المتعة لأنّه كما جاء في كتاب الإصابة للعسقلاني ج ٣ / القسم ١ / ١١٤ عن عمر بن شبّة قال [واستمتع سلمة بن أميّة من سلمى مولاة حكيم بن أميّة بن الأوقص الأسلمي ، فولدت له ، فجحد ولدها ، فبلغ ذلك عمر فنهى عن المتعة.]
فحرّم عمر (رض) المتعة حتى لا يشيع هذا الأمر ولا يتكرّر ، وكلّنا نعلم أنّ الأولاد الذين جحدهم آباؤهم ، ينكرهم المجتمع أيضا ، فيسبّبون فسادا كبيرا ، من أجل ذلك ولكي لا يكثر الفساد ، نهى عمر عن المتعة.
قلت : ولكن هذا حاصل حتى في النكاح الدائم أيضا ، فكم من رجل جحد ولده وأنكر ما ولدته زوجته ، فهلاّ نهى عمر عن النكاح الدائم أيضا؟!
أفهل تكليف الخليفة ومسئوليته في قبال عمل سلمة بن أميّة وإنكاره ولده ، أن يحرّم حلال الله ويغيّر حكمه ويبدّل دينه؟! أم كان المفروض أن يعظ سلمة ويأمره بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يقابله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فيوقظ وجدانه ويقوّي إيمانه فيشعره
__________________
(١) سورة النجم ، الآية ٣ و ٤.
(٢) سورة الاحقاف ، الآية ٩.