[أعلن عليهالسلام أنّ الفتح الذي يطلبه لا يكون إلاّ في شهادته وشهادة أنصاره وأهل بيته!!].
خطبة الحسين عليهالسلام عند الخروج من مكّة
لقد ذكر مؤرخو الفريقين أنّه عليهالسلام لمّا عزم على الخروج الى العراق قام خطيبا فقال :
«الحمد لله وما شاء الله ، ولا قوّة إلاّ بالله ، وصلّى الله على رسوله وسلّم ، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأن منّي أكراشا جوفا وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خطّ بالقلم.
رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين ، لن تشذّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لحمته ، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقرّ بهم عينه ، وينجز بهم وعده.
من كان باذلا فينا مهجته ، وموطّنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا ، فإنّني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى».
وفي طريقه إلى كربلاء ، لما وصل إليه خبر مقتل سفيره مسلم بن عقيل أعلن الخبر في أصحابه ولم يكتمه عنهم ، بل وقف يخطب فيهم وينبّئهم قائلا : «بسم الله الرحمن الرحيم ، أمّا بعد ، فإنّه قد أتاني خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا ، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف من غير حرج