ولو كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقصد غير ما قاله حسّان لأمر بتغير شعره ولكنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أيّد شعر حسّان وقال له «لا تزال مؤيّدا بروح القدس». وفي بعض الأخبار «لقد نطق روح القدس على لسانك!». وهذا البيت يؤيّد ويصدّق ما رواه الطبري في كتابه الولاية من خطبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في يوم الغدير فقال فيما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«اسمعوا وأطيعوا فإنّ الله مولاكم وعليّ إمامكم ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى يوم القيامة.
معاشر الناس هذا أخي ووصيّي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى تفسير كتاب ربي».
الذين نقضوا العهد
على أيّ تقدير ، سواء تفسّرون حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بما نفسره نحن الشيعة ، أو بتفسيركم أنتم بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد من قوله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» أي المحب والناصر ، فممّا لا شك فيه أنّ الأصحاب خالفوا عليا عليهالسلام بعد رسول الله في قضية الخلافة وخذلوه ولم ينصروه ، فنقضوا العهد الذي أخذه منهم نبيهم في الإمام علي عليهالسلام ، وهذا ما لا ينكره أحد من أهل العلم والاطّلاع من الفريقين.
فعلى تقدير معنى المولى وتفسيره بالمحب والناصر ، وأنّ النبي يوم الغدير أمر أصحابه أن يحبوا عليا وينصروه. فهل هجومهم على باب داره وإتيانهم النار ، وتهديدهم بحرق الدّار ومن فيها ، وترويعهم أهل البيت الشريف ، وإيذاؤهم فاطمة وأبناءها ، وإخراجهم عليا من البيت