ولا يرى للمسنّين لياقة وكفاءة مثل الإمام عليّ عليهالسلام.
وإنّ عزل أبي بكر من تبليغ الآيات الأولى من سورة براءة ، ونصب عليّ عليهالسلام مكانه من أجلى مصاديق ذلك وأظهرها وأشهرها.
النوّاب : أرجو أن تبيّنوا لنا هذا الموضوع ، لأنّكم في إحدى الليالي السالفة أيضا أشرتم إليه وما شرحتموه ، ويبدو أنّ هذه القضيّة من الأمور المهمة والمسلّمة ، لأنّي ما أحسست مخالفة وإنكارا من علمائنا ، حينما تشيرون إليها.
الله جلّ جلاله عزل أبا بكر ونصب عليا عليهالسلام
قلت : لقد أجمع علماء المسلمين وأهل التاريخ والسّير والمفسّرون بأنّ آيات أول سورة براءة حين نزلت على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيها ذم المشركين والبراءة منهم وإعلان الحرب عليهم ، بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر بالآيات ليؤذّن بها في موسم الحج ويسمعها المشركين ، وكان ذلك سنة تسع من الهجرة ، فلما انطلق أبو بكر نحو مكة ومعه جماعة من المسلمين ، دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا فقال له : أخرج بهذه الآيات ، فإذا اجتمع الناس إلى الموسم فأذّن بها حتى يسمع كل من حضر من المشركين فيبلّغوا أهل ملّتهم ، أن لا يدخلوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ، ودفع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ناقته العضباء إلى الإمام عليّ عليهالسلام فركبها وسار حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة ، فأخذ منه الآيات وأبلغه أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فرجع أبو بكر إلى المدينة فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله هل نزل فيّ قرآن؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم «لا ولكن لا يبلّغ عني إلاّ أنا أو رجل منّي».
وأمّا عليّ عليهالسلام فقد ذهب بالآيات وأذّن بها في الحج ويوم النحر