العمر (١).
فقال له عثمان : كلّم الناس في أن يؤجّلوني ، حتّى أخرج إليهم من مظالمهم.
فقال عليهالسلام : ما كان بالمدينة فلا أجل فيه ، وما غاب فأجله وصول أمرك إليه.
ولكنّ عثمان شاور مروان في ما طلبه عليّ عليهالسلام من قبل الناس ، فأشار عليه بالمخالفة ، فخرج عثمان وخطب الناس وقال في ما قال : ... فاجترأتم عليّ ، أما والله لأنا أقرب ناصرا ، وأعزّ نفرا ، وأكثر عودا ، وأحرى إن قلت : «هلمّ» أن يجاب صوتي.
ولقد أعددت لكم أقرانا ، وكشّرت لكم عن نابي ، وأخرجتم منّي خلقا لم أكن أحسنه ، ومنطقا لم أكن أنطق به ... إلى آخره.
فهاج الناس ولم يرضوا من كلامه ، فاشتدّ البلاء حتّى وقع ما وقع.
موقف الصحابة من عثمان
وأمّا صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأكثرهم تألّبوا على عثمان وقاموا في
__________________
(١) ذكره الطبري أيضا في تاريخه ٤ / ٣٣٧.
أقول : ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ٩ / ٢٣ ، قال : وروى أبو سعد الآبي في كتابه «نثر الدرر في المحاضرات» أنّ عثمان لما نقم الناس عليه ما نقموا ، قام متوكّئا على مروان فخطب الناس ...
فذكر بعض ما ذكره الطبري ، وزاد :
إنّى لاقرب ناصرا ، وأعزّ نفرا ، فمالي لا أفعل في فضول الأموال ما أشاء؟!
«المترجم»