ولذلك نقضه عمر وقال [أنا أحرّمهما.]
قلت : ما كنت أتوقع منك هذا الكلام يا شيخ عبد السلام! فإنّك لتصحيح غلطة ارتكبت غلطات ، بالله عليكم هل يصح الاجتهاد مقابل النصّ؟ وهل يجوز لإنسان أن يخالف القرآن ويخالف حكم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بزعم الاجتهاد؟! أما يكون كلام الشيخ غلوا في حق عمر وإجحافا في حق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ إذ يساوي رأي عمر برأي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بل يرجّحه على رأي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ! وكلام الشيخ خلاف صريح لصريح القرآن الحكيم لقوله تعالى : (قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَ) (١).
فإذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يجوز له أن يبدّل حكما من الأحكام ، فكيف تجيزون لعمر؟! وعلى فرض اجتهاده فلا يجوز لمجتهد أن يخالف النصّ المسلّم (٢).
والقائلون بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يضع الأحكام باجتهاده وبرأيه ، كلامهم باطل وليس على أساس عقلي وعلمي بل هو مخالف لصريح
__________________
(١) سورة يونس ، الآية ١٥.
(٢) الاجتهاد .. عبارة عن الحصول على قدرة علميّة لفهم الأحكام الشرعيّة واستنباطها من كلام الله العزيز الحكيم وسيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وحديثه.
فيلزم أن يكون رأي المجتهد في بيان الحكم الشرعي مستندا بالكتاب الحكيم أو سنّة النبي الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا مناقضا لهما ، فلا يحق للمجتهد أن يفتي مخالفا لهما معتمدا على رأيه.
«المترجم»