وحملاتهم على بلاد خراسان ، وحملات الأفغان على إيران ، وقتلهم عامّة الناس بلا رحمة ، ونهب أموالهم وسبي نسائهم وأطفالهم وبيعهم في الأسواق كما يعامل الكفّار ، لصدّقتم كلامي وما كذّبتم حديثي!
وفي زمن السلطان حسين الصفوي وصل الأفغان ـ وهم قومك وأبناء وطنك ـ إلى أصفهان ، فلم يرحموا حتى المراضع والرضع ، فقتلوا ونهبوا وسبوا ، وهتكوا حرمات المسلمين في كلّ أرض وطئوها من بلاد إيران ، كلّ ذلك بفتاوى علمائهم من أهل السنّة والجماعة ، حتّى أنّهم أفتوا ببيع اسارى الشيعة كالعبيد ، فباعوا ـ كما يحدّثنا التاريخ ـ أكثر من مائة ألف رجل شيعي على أبناء السنّة وغيرهم في أسواق تركستان!!
الحافظ : إنّ تلك المعارك كانت سياسية لا ترتبط بفتاوى علمائنا.
كلام خان خيوه
قلت : يذكر التاريخ أنّ في أوائل حكومة ناصر الدين شاه قاجار ، وفي وزارة أمير كبير ميرزا تقي خان ، حينما كانت الدولة منشغلة بإخماد الفتن التي أثارها رجل اسمه : «سالار» في خراسان ، وكانت سلطة الدولة ضعيفة في تلك المقاطعة.
اغتنم الفرصة أمير خوارزم وهو : محمد أمين خان أزبك المعروف بخان خيوه ، وهجم بجيش جرّار على خراسان ، وقتل ونهب ودمّر وأسر جمعا كثيرا من الناس ، فساقهم إلى بلاده سبايا.
وبعد ما اخمدت فتنة سالار ، بعثت الدولة القاجارية سفيرا إلى خان خيوه ليفاوضه في شأن السبايا واستخلاصهم ، وكان السفير هو رضا قلي خان ، الملقّب بهدايت ، وهو من كبار الدولة ورجال البلاط الملكي.