بأنّ الشبهة قد ارتفعت عن أذهانكم وانكشف لكم الحقّ ، وعرفتم : أنّ الشيعة ليسوا كما تصوّرهم البعض أو صوّروهم لكم ، بل إنّهم إخوانكم في الدين ، وهم ملتزمون بسنّة النبي الكريم وبالقرآن الحكيم (١).
عود على بدأ
قلت : والآن أرى أنّ من الأفضل أن نعود إلى حوارنا السابق ، ونتابع حديثنا حول المسائل الاصولية المهمّة ، فإنّ هناك مسائل اصوليّة أهمّ من هذه المسائل الفرعيّة ، فإذا توافقنا على تلك المسائل الاصولية ، فالموافقة على أمثال هذه المسائل الفرعية حاصلة بالتبع.
الحافظ : إنّني فرح بمجالسة عالم فاضل ومفكّر نبيل ، ومحادثة متفكّر ، ذي اطّلاع وافر على كتبنا ورواياتنا مثل جنابكم ، فقد بان لي فضلكم وعلمكم في أوّل مجلس جلسناه معكم ، وكما تفضّلتم ، فإنّ من الأفضل ـ الآن ـ أن نتابع حديثنا السابق.
__________________
(١) وأمّا دليلنا على جواز الجمع بين الصلاتين من القرآن الكريم قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ* إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) سورة الإسراء ، الآية ٧٨.
فالمواقيت التي بيّنها الله تعالى للصلوات اليومية في هذه الآية المباركة ، ثلاثة : ١ ـ دلوك الشمس ، وهو الزوال ، ٢ ـ غسق الليل ، ٣ ـ الفجر.
وقال تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ* وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) سورة هود ، الآية : ١١٤.
فالطرف الأوّل ـ من طرفي النهار ـ هو : من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، والطرف الثاني هو : من زوال الشمس إلى غروبها ، وزلفا من الليل ، أي : أوّل الليل ، وهو وقت زوال الحمرة بعد غروب الشمس. «المترجم».