يعتقد ، أنّ أبا هريرة لمّا كان من الصحابة ، فيحقّ له أن يقول ما يحبّ ويفتري ويكذب ، وله أن يتّهم أفضل الخلفاء الراشدين وأكملهم حسب رواياتكم وهو الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وليس لأحد أن يردّ عليه ويضعّفه أو يطعن فيه؟!
الشيخ عبد السّلام : لو فرضنا صدق كلامكم وصحّة بيانكم فكلّ ذلك لا يوجب لعن أبي هريرة! وأنا إنّما استشكل عليكم وأقول : بأيّ دليل تلعنون أبا هريرة؟!
قلت : بدليل العقل والنّقل أنّه : لا يسبّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ ملعون. وحسب الأخبار والأحاديث المعتبرة المروية عن طرقكم والمسجّلة في كتب كبار علمائكم ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
من سبّ عليا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله سبحانه وتعالى وأبو هريرة كان من الّذين يسبّون عليّا عليهالسلام ، وكان يجعل الأحاديث في ذمه عليهالسلام ليشجّع المسلمين الغافلين والجاهلين على سبّ أمير المؤمنين عليهالسلام.
أبو هريرة مع بسر بن أرطاة
٢ ـ ذكر الطبري في «تاريخه» وابن الأثير في «الكامل» وابن أبي الحديد في «شرح النهج» والعلاّمة السمهودي وابن خلدون وابن خلّكان ، وغيرهم : أنّ معاوية حينما بعث بسر بن أرطاة ، الظالم الغاشم ، إلى اليمن لينتقم من شيعة الإمام عليّ عليهالسلام كان معه أربعة آلاف مقاتل ، فخرج من الشام ومرّ بالمدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة والطائف وتبالة ونجران وقبيلة أرحب ـ من همدان ـ وصنعاء