شأن المؤمنات الأخريات!! فإنّ هذا البيان خلاف كلام الله العزيز إذ يقول : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ) أي : أنّ مقام نساء النبي أعلى وأرفع من سائر النساء.
قلت : كل زوجات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لهن الامتياز والفضل على نساء المؤمنين لشرف انتسابهن الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو شرف اكتسابي اكتسبنه بقوة زواجهنّ برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وليس طقامهنّ القبلي أو العائلي ، فيجب عليهن أن يحفظن حرمة هذا الانتساب الرفيع ، والمقام المرموق والممتاز على سائر النسوة بتقوى الله سبحانه ، كما صرّح بذلك عزّ وجلّ في كتابه قائلا : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَ) (١).
ولا يخفى عليكم أيها العلماء معنى إن الشرطيّة ، فمقام نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وامتيازهن على سائر النساء مشروط بالتقوى. فمن تورّعت ، واعتصمت بتقوى الله تعالى ، وامتثلت أوامره ، مثل سودة وأم سلمة فيلزم علينا تكريمها وتعظيمها واحترامها. ومن لم تتورّع ولم تلتزم بتقوى الله سبحانه وما امتثلت أوامره ، فلا احترام لها عندنا مثل عائشة.
خروج عائشة على أمير المؤمنين عليهالسلام
لقد أجمع المؤرخون أنّ عائشة قادت جيشا لقتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وقال بعض : إن مروان بن الحكم وطلحة والزبير أغروها ، وقال آخرون : إنها كانت مستعدّة لذلك من غير إغراء ، لبغضها وعدائها للإمام علي عليهالسلام.
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية ٣٢.