والواحد منهم : المرجع الديني.
سدّ باب الاجتهاد عند العامّة
كان الأئمّة الأربعة حسب زعمكم فقهاء أصحاب رأي وفتوى في المسائل الدينية ومستندهم : الكتاب والسنّة والقياس. فهنا سؤال يطرح نفسه وهو :
إنّ الفقهاء وأصحاب الرأي والفتوى عددهم أكثر من أربعة ، وأكثر من أربعين ، وأكثر من أربعمائة ، وأكثر ... وكانوا قبل الأئمة الأربعة وبعدهم ، وكثير منهم كانوا معاصرين للأئمّة الأربعة ، فلما ذا انحصرت المذاهب في أربعة؟!
ولما ذا اعترفتم بأربعة من الفقهاء وفضّلتموهم على غيرهم وجعلتموهم أئمّة؟!
من أين جاء هذا الحصر؟!
ولما ذا هذا الجمود؟!
نحن وأنتم نعتقد أنّ الإسلام قد نسخ الأديان التي جاءت قبله ، ولا يأتي دين بعده ، فهو دين الناس إلى يوم القيامة ، قال تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ...) (١).
فكيف يمكن لهذا الدين الحنيف أن يساير الزمن والعلم في الاختراعات والاكتشافات والصناعات المتطوّرة ، ولكلّ منها مسائل مستحدثة تتطلّب إجابات علمية؟!
فإذا أغلقنا باب الاجتهاد ولم نسمح للفقهاء أن يبدوا رأيهم
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ٨٥.