الدليل الثاني في ردّ أبي بكر
قلنا بأنّ الدليل الأوّل على ردّ الحديث الذي نقله أبو بكر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ، أنه مخالف لنصّ القرآن ، فإنّ الآيات الكريمة صريحة في توريث الأنبياء.
__________________
فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة! ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي عليهالسلام تقول [والله لأدعونّ الله عليك في كل صلاة أصلّيها!!]
ومشهور المحدثين قالوا [أنّ فاطمة ماتت وهي ساخطة على أبي بكر وعمر] منهم : البخاري في صحيحه / ج ٥ / ٥ باب فرض الخمس / روى عن عائشة .. [فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة حتى توفيت]. وفي ج ٦ / ١٩٦ / باب غزوة خيبر / عن عائشة : [فوجدت [أي غضبت] فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته ، فلم تكلمه حتى توفّيت.]
ومثله لفظا أو معنى ، في صحيح مسلم : ج ٢ / ٧٢ ، ومسند أحمد : ج ١ / ٦ و ٩ ، وتاريخ الطبري : ج ٣ / ٢٠٢ ، ومشكل الآثار للطحاوي : ج ١ / ٤٨ ، وسنن البيهقي : ج ٦ / ٣٠٠ و ٣٠١ ، والعلامة الكنجي في كفاية الطالب / الباب التاسع والتسعون / في أواخره ، ثم قال : هذا حديث صحيح متّفق على صحّته ، وتاريخ ابن كثير : ج ٥ / صفحة ٢٨٥ وقال في ج ٦ / ٣٣٣ : لم تزل فاطمة تبغضه مدّة حياتها ـ أي تبغض أبا بكر ـ وذكره بلفظ الصحيحين أي عن عائشة.
والديار بكري في تاريخ الخميس : ج ٢ / ١٩٣ ، ورواه عنها أيضا بلفظ الصحيحين ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ٦ / ٤٦ ، وقال في صفحة ٥٠ [والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر ، وأنها أوصت ألاّ يصليا عليها.]
أقول : والحرّ تكفيه الإشارة. «المترجم»