والأطفال والشيوخ والمرضى ، فقتلوا خلقا كثيرا حتّى بلغ عددهم أكثر من خمسة آلاف ، وأسروا جمعا آخر وساقوهم معهم فباعوهم في الأسواق!!
وهكذا صنعوا ما صنعوا وارتكبوا ما ارتكبوا باسم الدين المبين وشريعة سيّد المرسلين وهو منهم بريء ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
هدم قبور أهل البيت عليهمالسلام في البقيع
إنّ الأمم المتمدّنة في العالم تبني قبور شخصيّاتها من العلماء والقادة والملوك والزعماء وتحافظ عليها وتحترمها ، وحتّى القبور الوهمية والمراقد الرمزية باسم قبر الجندي المجهول.
ولكن مع الأسف الشديد ، إنّ فرقة من الّذين يدّعون أنّهم مسلمون ، ويزعمون أنّ مخالفيهم في عقائدهم الشاذّة التي ما أنزل الله بها من سلطان ، مشركون ، وهي الفرقة الوهّابيّة ، هجموا بكلّ وحشية ، بالأسلحة الفتّاكة ، الجارحة والنارية ، على مراقد أئمّة أهل البيت النبوي عليهمالسلام ومنتسبيهم في البقيع بالمدينة المنوّرة وهدموا قبابهم المقدّسة ، وساووا قبورهم ومراقدهم الطاهرة بالأرض ، وسحقوها سحقا ، وذلك في اليوم الثامن من شوّال سنة ١٣٢٤ هجرية.
فكأنّهم أسفوا على عدم وجودهم مع أسلافهم الّذين رشقوا جنازة الحسن المجتبى السبط الأكبر للنبي المصطفى بالسهام والنبال ، أو مع أسلافهم الّذين سحقوا جسد الحسين الشهيد سبط الرسول وقرّة عين الزهراء البتول وأجساد أهله وأنصاره المستشهدين معه بخيولهم.
ولكن إذا لم يدركوا ذلك الزمان ولم ينالوا من أجساد آل النبي