الصحيفة السماويّة
ولقد ورد في روايات أهل البيت عليهمالسلام خبر صحيفة نزلت على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قبيل وفاته فأعطاها لعلي بن أبي طالب عليهالسلام وفيها علوم كثيرة مما يجري في العالم ولا سيما ما يجري عليهم وما يجب عليهم من مقابلة الأحداث والوقائع ، ولقد أوصاهم الله سبحانه فيها بوصايا مهمّة ، ولذلك نقل هذا الخبر تحت عنوان (الوصيّة) المؤرخ الجليل والحبر النبيل الشهير بالمسعودي المتوفى عام ٣٤٦ من الهجرة النبويّة ، قال في كتابه إثبات الوصيّة [فلمّا قرب أمره صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنزل الله جلّ وعلا إليه من السماء كتابا مسجّلا نزل به جبرئيل عليهالسلام مع أمناء الملائكة فقال جبرئيل : يا رسول الله! مر من عندك بالخروج من مجلسك إلاّ وصيّك ليقبض منّا كتاب الوصيّة ويشهدنا عليه.
فأمر رسول الله (ص) من كان عنده في البيت بالخروج ما خلا أمير المؤمنين عليهالسلام وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام.
فقال جبرئيل : يا رسول الله إنّ الله يقرأ عليك السلام ويقول لك : هذا كتاب بما كنت عهدت وشرطت عليك واشهدت عليك ملائكتي وكفى بي شهيدا.
فارتعدت مفاصل سيدنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : هو السلام ومنه
__________________
يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ) ، لكنّي امتثلت أمر أمير المؤمنين وآثرت رضاه والله يعصمني وإيّاه وهو حسبي وحسبه ونعم الوكيل». وكذلك أخرجه بنصّه العلاّمة محمد مبين الهندي في كتابه وسيلة النجاة ص ٣٧٨ طبع لكهنو. ورواه آخرون باختلاف يسير في الألفاظ. «المترجم»