وأصحاب الضمير والوجدان؟!
ثم فكّروا ، وأنصفوا! ألا يكون هذا الطلب والأمر الذي تريدون منّا ، مخالفا لما أراده الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
اتحاد المسلمين
أمّا قولك : أليس من الأفضل أن نتّحد؟
فنقول : إنّنا نتمنّى ذلك ، ولا نزال نسعى لتحقيق هذا الأمر ، ونسأل الله تعالى أن يوحّد المسلمين على الهداية وعدم الضلالة ، وهذا لا يكون الاّ بالتمسك بالثّقلين كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا».
ولقد ذكرت لكم في الليالي الماضية مصادر هذا الحديث الشريف من كتبكم المعتبرة ، وقد صرّح بعض علمائكم أنه من الأحاديث المتواترة.
ويبيّن لنا القرآن الكريم كذلك أساس الاتحاد وعدم التفرق فيقول : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (١).
قال ابن حجر في الصواعق المحرقة (٢) في تفسير الآية : أخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن جعفر الصادق رضياللهعنه أنه قال «نحن حبل الله الذي قال الله تبارك وتعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)». فالاتحاد يصبح ممكنا إذا كان على أساس التمسّك بالقرآن وأهل البيت عليهمالسلام ، وإلاّ فلا يمكن ذلك ولا يتحقّق أبدا. كما نرى
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ١٠٣.
(٢) الصواعق المحرقة / الباب الحادي عشر / الفصل الأول / الآية الخامسة.