المؤمنين عائشة وكانت مستعدّة لإعلان الخلاف على أمير المؤمنين فأثاراها وثارت وألّبت الناس على أمير المؤمنين سلام الله عليه وسبّبت قتل المسلمين وسفك دماء الأبرياء المؤمنين! فهل بعد هذا يصحّ أن نقول : أنّ حرب الجمل كانت لسوء تدبير الإمام عليّ عليهالسلام وعدم سياسته! أم أنّها كانت بسبب أطماع طلحة والزبير واحقاد عائشة على الإمام عليّ عليهالسلام وبغضها لآل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ ولا يخفى أنّها بقتالها وإعلان مخالفتها لخلافة الإمام علي مهّدت لمعاوية وعمرو بن العاص وأعطتهما الشرعيّة الكاذبة في مخالفتهما للامام عليّ عليهالسلام وقتالهما له.
نعم ، والله هي التي أسّست وشرّعت مخالفة أمير المؤمنين عليهالسلام وقتاله والحرب عليه. مع أنّها كانت قد سمعت من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «يا علي حربك حربي وسلمك سلمي ، ويقول : إنّ الله قد عهد إليّ أن من خرج على عليّ فهو كافر في النار (١)».
__________________
ولمّا وضعوا رأس الحسين عليهالسلام أمام يزيد بن معاوية وحوله بنات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سبايا ، جعل يضرب الرأس الشريف بخيزرانة عنده ويترنّم : ليت أشياخي ببدر شهدوا ... الخ نعم والله ما كربلاء لو لا السقيفة!!
«المترجم»
(١) لقد ذكرنا في التعليقات السابقة بعض مصادر هذين الحديثين الشريفين ونذكر الآن بعض المصادر حتى يطمئن قلب القارئ الكريم.
أما حديث حربك حربي وسلمك سلمي فهو مشهور جدا حتى قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ٤ / ٢٢١ ، طبع القاهرة : قد ثبت أنّ رسول الله (ص) قال لعلي عليهالسلام : «حربك حربي وسلمك سلمي».