اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ) (١).
تشابه أمر عليّ عليهالسلام بهارون
فكما أنّ هارون كان خليفة أخيه موسى بن عمران في قومه ، ولكنهم لم يأخذوا بقوله وخالفوه وتوجّهوا إلى العجل الذي صنعه السامريّ لهم فعبدوه ، ولما منعهم هارون من ذلك ، وقال لهم [هذا شرك وكفر بالله ، عزّ وجلّ] هاجموه وكادوا يقتلونه ، ولمّا لم يجد أعوانا وأنصارا سكن وسكت وتركهم في غيّهم وطغيانهم يعمهون.
كذلك أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي عليهالسلام ـ الذي شبّهه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بهارون في حديث المنزلة وقد ذكرناه في الليالي السالفة مع المصادر الموثوقة والمعتبرة عندكم ـ لمّا رأى القوم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انقلبوا على أعقابهم وتركوا الحق وخالفوا أمر ربهم فوعظهم وأرشدهم ، ولكنهم هاجموه وكادوا يقتلونه ، فسكت وسكن وتحمّل وصبر.
وذكر كبار علمائكم : أنّ عمر وأصحابه لمّا جاءوا بعليّ عليهالسلام إلى المسجد ، وطلبوا منه البيعة ، وهدّدوه بالقتل إن لم يبايع ، نظر إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأشار إليه مخاطبا : يا (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي) (٢).
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية ١٥٠.
(٢) ذكر ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم المتوفى سنة ٢٧٠ من أكبر علماء السنة وأشهر أعلامهم ، قال في كتابه الامامة والسياسة تحت عنوان : كيف كانت بيعة