(وَأعدَّ لهم جنّات تجري تحتَها الانهار) (١).
أي: تجري من تحتّها الأنهار، فنصبت كلمة تحتها لحذف حرف الجرّ وكذلك قوله سبحانه: (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً) (٢) تقديره : واختار موسى من قومه ولكن كلمة قومه نصبت لحذف «من» وذلك للقاعدة التي ذكرناها.
وكذلك في آية الوضوء نصبت كلمة : (أَرْجُلَكُمْ) لحذف الباء عنها فتكون منصوبة بنزع الخافض.
وإذا أردتم تفصيلا أكثر فراجعوا تفسير الفخر الرازي فله بحث مفصّل في تفسير الآية الكريمة ويخرج من البحث بنتيجة وجوب المسح لا الغسل.
فتواهم بجواز المسح على الخفّ
وأعجب من فتواهم بوجوب غسل الرجلين في الوضوء ، فتواهم بجواز وكفاية المسح على الخفّين في الوضوء ، وهذا خلافه لنصّ القرآن أظهر من الأول. ومن بواعث العجب والاستغراب في نفس كلّ عاقل فتواهم بعدم كفاية المسح على الرجلين بل وجوب غسلهما في الوضوء ، ولكن كفاية مسح الخفّين في الوضوء دون غسل الرجلين ، فكيف المسح على الخفّين يحلّ محلّ غسل الرجلين؟ فاعتبروا يا أولي الألباب!!
الشيخ عبد السلام : لقد أفتى الأئمة الكرام (رضي الله عنهم)
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية ١٥٥.