فنحن نقول : إنّه كان يجعل الأحاديث على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كما أنتم تقولون في أبي هريرة!
أبو ذر أصدق الناس
إنّي أستغرب كلامك ، فكأنّك لم تطالع تاريخ أبي ذر رحمهالله ولو لمرّة واحدة ، وإلاّ ما كنت تتكلّم بهذا الكلام الواهي ، فإنّ كلامك هذا يناقض كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويخالف حديثه الشريف في حقّ أبي ذرّ إذ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم «ما أقلّت الغبراء وما أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر».
وهذا حديث مشهور ، نقله أعلامكم ومحدّثوكم ، منهم : محمد ابن سعد في طبقاته ٤ / ١٦٧ و ١٦٨ ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب ١ / ٨٤ باب جندب ، والترمذي في صحيحه ٢ / ٢٢١ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٣٤٢ ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة ٣ / ٦٢٢ ، والمتّقي الهندي في كنز العمّال ٦ / ١٦٩ ، والإمام أحمد في المسند ٢ / ١٦٣ و ١٧٥ ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ٣ / ٥٦ ط بيروت ـ دار إحياء التراث العربي ، والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ، وفي كتاب «لسان العرب» وكتاب «ينابيع المودّة» فقد رووه بأسانيد كثيرة وطرق عديدة.
بناء على هذا الحديث الشريف ، لا يحقّ لكم أن تنسبوا الكذب لأبي ذرّ رحمهالله تعالى ، لأنّ تكذيبه يكون تكذيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو كفر!
ولذلك ، فنحن نعتقد أنّ كلّ ما أعلنه أبو ذر صدق محض ، وحقّ