آدم ، وتقوى تشبه تقوى نوح ، وحلما يشبه حلم إبراهيم ، وهيبة تشبه هيبة موسى ، وعبادة تشبه عبادة عيسى ، وفي هذا تصريح لعليّ عليهالسلام بعلمه وتقواه وحلمه وهيبته وعبادته ، وتعلو هذه الصفات إلى أوج العلى حيث شبّهها بهؤلاء الأنبياء المرسلين عليهمالسلام من الصفات المذكورة والمناقب المعدودة.
مقارنته بالأنبياء عليهمالسلام
لقد حدّثنا المؤرّخون والمحدّثون أنّه عليهالسلام في آخر يوم من حياته الكريمة ، حينما كان على فراش الشهادة ، حضر عنده جماعة من أصحابه لعيادته ، وكان ممّن حضر صعصعة بن صوحان ، وهو من كبار الشيعة في الكوفة ، وكان خطيبا بارعا ، ومتكلّما لامعا ، وهو من الرواة الثقات حتّى عند أصحاب الصحاح الستّة وأصحاب المسانيد عندكم ، فإنّهم يروون عنه ما ينقله من الإمام عليّ عليهالسلام ، وقد ترجم له كثير من أعلامكم مثل ابن عبد البرّ في «الاستيعاب» وابن سعد في «الطبقات الكبرى» وابن قتيبة في «المعارف» وغيرهم ، فكتبوا أنّه كان عالما صادقا ، وملتزما بالدين ، ومن خاصّة أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام.
في ذلك اليوم سأل صعصعة الإمام عليّا عليهالسلام قائلا :
[يا أمير المؤمنين! أخبرني أنت أفضل أم آدم عليهالسلام؟
فقال الإمام عليهالسلام : يا صعصعة! تزكية المرء نفسه قبيح ، ولو لا قول الله عزّ وجلّ : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (١) ما أجبت.
يا صعصعة! أنا أفضل من آدم ؛ لأن الله تعالى أباح لآدم كلّ
__________________
(١) سورة الضحى ، الآية ١١.