الحكمة في الإصرار على إخفاء القبر؟!
لما ذا دفن الإمام علي عليهالسلام سرّا؟
قلت : نحن لا نعلم السبب والحكمة بالضبط ، ربّما كان ذلك لما يعلمه عليهالسلام من حقد بني أميّة وعدائهم الدفين لبني هاشم عامة ، وللنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولآله عليهمالسلام خاصة ، فإنّه كان من المحتمل أن ينبشوا القبر الشريف ويسيؤها الأدب مع الجسد الطاهر ، وهو ظلم دونه كلّ ظلم!!
الحافظ : هذا الكلام غريب منكم وبعيد جدّا ، كيف يمكن لإنسان أن يتعدّى على قبر مسلم بعد موته ودفنه ، إنّه لا يكون مهما كان بينهم من العداء والبغضاء؟!
قلت : ولكن ذلك ليس ببعيد من بني أمّيّة!!
أما طالعت تاريخهم الأسود وماضيهم الحقود؟!
أما قرأت جرائمهم العظيمة وأعمالهم الفجيعة ، التي يندى منها جبين الإنسانية خجلا ، وتدمع عينها أسفا؟؟!
أما علمت أنّ هذه العصبة الخبيثة والشجرة الملعونة في القرآن ، لمّا قبضوا على زمام الحكم وغصبوا الخلافة ، كم من أبواب جور فتحوا؟! وكم من جناية وغواية ابتدعوا؟! وكم من دم سفكوا؟! وأعراض هتكوا؟! وأموال نهبوا؟! وحرمات انتهكوا؟!
إنّ أولئك البعيدين عن الإسلام والإنسانية ، لم يراعوا شيئا من الدين والأخلاق الحميدة في حركاتهم وسكناتهم. فكانوا يتصرّفون في شئون المسلمين حسب أهوائهم وآرائهم الفاسدة ، وإنّ كثيرا من كبار علمائكم ومؤرّخيكم سجّلوا جرائم هذه الطغمة الفاسدة بحبر من عرق