العباس كلمة التوحيد لأنه كان بعدُ كافراً ـ.
ولا يخفى أنّنا أثبتنا من قبل أنّ آباء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كلهم كانوا موحدين ومؤمنين بالله يعبدونه ولا يشركون به شيئا.
فلما قال أبو طالب في آخر ساعات حياته : اعلموا .. أنّ أبا طالب على ملّة عبد المطلب ، ولا شك أنّ عبد المطّلب كان على ملّة أبيه إبراهيم مؤمنا بالله موحّدا ، فكذلك أبو طالب عليهالسلام.
مضافا إلى ذلك فقد تفوّه ونطق بكلمة التوحيد وسمعه أخوه العبّاس يقول : لا إله إلاّ الله.
فإيمان أبي طالب ثابت عند كل منصف بعيد عن اللجاج والعناد.
موقف أبي طالب عليهالسلام من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
إذا كان أبو طالب عليهالسلام مشركا كما يزعم بعض الناس ، كان من المتوقّع أن يعارض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من حين إعلانه النبوّة والرسالة ، إذ جاء إليه وقال : إنّ الله قد أمرني بإظهار أمري وقد أنبأني واستنبأني فما عندك يا عمّ؟
فلو كان أبو طالب غير مؤمن بكلامه وغير معتقد برسالته ، لكان من المفروض أن ينتصر لدين قريش ومعتقدات قومه ، فينهاه عن ذلك الكلام ويوبّخه ويؤنّبه ، بل يحبسه حتى يرجع عن كلامه أو يطرده ولا يؤويه ولا يحميه كآزر عم إبراهيم الخليل عليهالسلام فحينما سمع من الخليل كلاما يخالف دينه ودين قومه ، هدّده وهجره ، وقد حكى الله سبحانه ذلك في كتابه الكريم سورة مريم / ٤٣ قال حكاية عن قول إبراهيم عليهالسلام : (إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا قالَ