أماناتهم وحفظها ، فكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يعرف بالصادق الأمين.
فخلّف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخاه وابن عمّه عليّا عليهالسلام في مكّة ليردّ الودائع والأمانات إلى أهلها ، وبعد ذلك حمل معه بنت رسول الله وحبيبته فاطمة الزهراء التي كان يعزّ فراقها على أبيها ، وأخذ معه أمّه فاطمة بنت أسد وابنة عمّه فاطمة بنت الزبير بن عبد المطّلب وغيرهن فأوصلهنّ بسلام إلى المدينة المنوّرة عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .
فضيلة المبيت على فراش النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
وإضافة إلى ما ذكرنا ، فإنّ عليّا عليهالسلام إذا لم يدرك فضيلة مرافقة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الهجرة ، فإنّه عليهالسلام أدرك مقاما أسمى بالاستقلال لا بالتبع ، وهو مبيته على فراش النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلتبس الأمر على الأعداء ، فيخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من بينهم بسلام.
فإذا كانت آية الغار تعدّ فضيلة لأبي بكر بأنّ حسبته ثاني اثنين ، فقد جعلته تابعا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، غير مستقلّ في كسب الفضيلة ، وإنّما حصّلها تبعا للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم .
بينما الإمام علي عليهالسلام حينما بات على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نزلت في شأنه آية كريمة سجّلت له فضيلة مستقلّة تعدّ من أعظم مناقبه ، وهي قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (١).
وقد ذكر جمع كثير من كبار علمائكم الأعلام والمحدّثين الكرام ،
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٢٠٧.