بخمسة دراهم ، وكان لباسه مرقّعا تارة بجلد وتارة بالليف ، ونقل سبط ابن الجوزي في التذكرة / الباب الخامس ، عن الزمخشري أنّه روى في كتابه ربيع الأبرار ، عن أبي النّوار أنّه قال [والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ولقد قيل لي ألا تستبدلها فقلت للقائل : ويحك أعزب! فعند الصباح يحمد القوم السرى.]
ونقل أكثر أصحاب السيرة والتاريخ من أعلامكم ، منهم محمد ابن طلحة في كتابه مطالب السئول / الفصل السابع / قال [ومنها ـ أي من قضايا زهده عليهالسلام ـ أنّه خرج إلى الناس وعليه إزار مرقوع ، فعوتب في لبسه. فقال : يخشع القلب بلبسه ، ويقتدي به المؤمن إذا رآه عليّ (١)] قال [وقد اشترى يوما ثوبين غليظين فخيّر بشر ـ وهو خادمه ـ فيهما فأخذ واحدا ولبس هو واحد.]
نعم هكذا عاش سلام الله عليه ، يأكل الخبز الشعير اليابس ويؤكل الفقراء واليتامى البرّ بالعسل والتمر بالزيت ، وكان يلبس الخشن ، ويلبس الأرامل واليتامى والمعوزين ملابس فاخرة ، أثمن مما كان يلبس هو عليهالسلام. وكان يقول «يجب على أئمة الحق أن يتأسّوا بأضعف رعيتهم في الأكل والملبس».
ضرار بن ضمرة يصف عليا عليهالسلام
نقل المحدّثون من أعلامكم كابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، والحافظ أبي نعيم في حلية الأولياء ج ١ / ٨٤ ، والعلامة الشبراوي في الإتحاف بحبّ الأشراف : ٨ ، ومحمد بن طلحة في
__________________
(١) رواه أيضا العلاّمة سبط ابن الجوزي في التذكرة / الباب الخامس. «المترجم»