وفي الخبر المرويّ عن أهل البيت عليهمالسلام [أنّ الإمام علي عليهالسلام في الليلة التي ضرب فيا بسيف ابن ملجم لعنه الله ، كان ضيفا عند ابنته زينب الكبرى عليهاالسلام فقدّمت له الفطور في طبق فيه قرصان من خبز الشعير ، وقصعة فيها اللبن حامض ، وقليل من الملح ، فلما نظر الإمام إلى فطوره عاتب ابنته قائلا : بنيّة! متى رأيت أباك يجلس على مائدة فيها إدامان؟ ارفعي اللّبن فإنّ في الملح كفاية ، ثم أكل قرصا واحدا مع الملح وحمد الله تعالى. ثم قال : في حلال الدنيا حساب وفي حرامها عذاب وعقاب (١).
زهده في ملبسه
لقد وصف المحدّثون والمؤرخون ملبوس الإمام عليّ عليهالسلام فقالوا : كان كرباسا خشنا غليظا ورخيصا ، بعض قدّره بثلاث دراهم ، وبعض
__________________
(١) جاء في كتاب أمير المؤمنين عليهالسلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة ، كما في نهج البلاغة : «.. وإنّما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ، وتثبت على جوانب المزلق ، ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القزّ ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ، ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع ، أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى ، أو أكون كما قال القائل :
وحسبك عارا أن تبيت ببطنة |
|
وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ |
أأقنع من نفسي بأن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر ، أو اكون أسوة لهم في جشوبة العيش.». الخ.
«المترجم»