التراب والأنقاض.
ولمّا كان أغلب الناس في ذلك الزمان من المخالفين ، ولم يكونوا شيعة لآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ القليل منهم ، وذلك على أثر الأكاذيب والأباطيل التي كانت تنشر بواسطة الدولة ورجالها ضدّهم ، لم يرعوا حرمة ذلك المكان ، ولا حرمة الجسد الشريف ، ولم يرقبوا فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بل تركوه مدفونا تحت الأنقاض وأكوام التراب.
اكتشاف الجسد الشريف
وفي أوائل القرن السابع الهجري دخلت شيراز في ظلّ حكومة الملك أبي بكر بن سعد مظفّر الدين ، وكان مؤمنا صالحا يسعى لنشر الدين الإسلامي الحنيف ، ويكرم العلماء ، ويحترم المؤمنين الأتقياء ، ويحب السادة الشرفاء ، وكما قيل : «الناس على دين ملوكهم» كان وزراؤه ورجال دولته مثله ـ أيضا ـ مؤمنين أخيارا ، ومنهم : الأمير مسعود بن بدر الدين ، وكان كريما يحب عمران البلاد وإصلاح حال العباد ، فعني بتجميل مدينة شيراز وتنظيفها من الأوساخ ، وتجديد بناياتها وإصلاح خرائبها ، إذ إنّ شيراز كانت عاصمة ملكهم.
فأمر ـ في جملة ما أمر بإصلاحه ، وتجديد البناء فيه ـ إعمار المكان الذي كان يضمّ جسد الأمير السيّد أحمد منذ قرون ، فلمّا جاء عمّاله ومستخدموه إلى المكان وانهمكوا بنقل التراب والأنقاض منه إلى خارج البلد ، وصلوا أثناء العمل إلى جسد طريّ لشابّ جسيم وسيم ، قد قتل في أثر ضربة على رأسه انفلقت هامته ، فأخرجوه من بين الأنقاض ، وأخبروا الأمير مسعود بذلك ، فجاء هو بصحبة جماعة