الحافظ : نحن ما كنا نتوقع من حضرتكم أن تنسبوا لصحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المقربين ، متابعة الهوى وطلب الدنيا ، علما بأنّ رسول الله أمر أمّته بمتابعتهم والاقتداء بهم.
قلت : رجاء ... لا تكرروا الكلام ، لقد أثبتنا لكم أنّ الصحابة كغيرهم من أفراد البشر يجوز عليهم الخطأ والعصيان والطغيان ، ولم يأمر النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم أمته بالاقتداء بمطلق الصحابة ، لأنّه مناف للعقل السليم ، وإنّما أمر أمته بالاقتداء بالصّالحين من الصحابة ، فقد اثبتنا ضعف سند حديث «أصحابي كالنجوم» ونقلنا لكم كلام القاضي عياض المالكي وهو من أعلامكم حيث قال : حديث أصحابي كالنجوم ضعيف ولا نلتزم به لأن من رواته حارث بن قضين وهو مجهول الحال ، وحمزة بن أبي حمزة النصيبي وهو متهم بالكذب.
وكذلك البيهقي وهو من كبار علمائكم ومن أشهر أعلامكم ، ردّ الحديث ورفضه لضعف اسناده.
بعض الصحابة اتبعوا الهوى
وأما قول الحافظ : بأنّي نسبت صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المقرّبين إلى طلب الدنيا ومتابعة الهوى ، ولم يكن يتوقع منّي هذا الأمر.
فأقول له : أنا لم أنسب ذلك إليهم ، وإنما هو قول بعض أعلامكم ، منهم : العلاّمة سعد الدين التفتازاني حيث قال في كتابه شرح المقاصد :
إنّ ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه