الذي عنده على بعض عباده الصالحين من الأنبياء والأولياء ، فكيف تفسّر قول عيسى بن مريم عليهالسلام في سورة آل عمران / الآية ٤٩ : (وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فإخبار الأنبياء والأولياء بالمغيّبات فهو من آيات الله تعالى ولا يخفى أنّ الله سبحانه لا يعطيهم العلم المطلق بجميع المغيّبات وإنما يطلعهم على الغيب حسب المصلحة والحكمة وعند اقتضاء الضرورة ، ولهذا المعنى تشير الآية الكريمة : (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ) (١).
الخلفاء الاثنا عشر عندهم علم الغيب
الشيخ عبد السلام : لو فرضنا صحة هذا الكلام ، فإنّه يختصّ بالأنبياء ، فما هو الدليل على تعدّي علم الغيب من رسول الله (ص) إلى سيدنا علي كرم الله وجهه؟ وإذا كان عليّ مثل رسول الله (ص) يطّلع على الغيب ، فيلزم أن نعتقد ذلك في الخلفاء الراشدين أيضا لأنّهم قاموا مقام النبي (ص) وتسلّموا مسئوليته في أمته من بعده.
قلت : نعم يلزم أن يطّلع خلفاء رسول الله (ص) على الغيب أيضا ، لأنّهم قاموا مقامه وألقيت مسئوليته توجيه الأمة وإرشادهم بعد النبي (ص) على عواتقهم.
ولكن من هم خلفاؤه؟ أهم الذين لقّبوا بالراشدين ، أم الذين عرّفهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للأمّة بقوله «خلفائي بعدي اثنا عشر؟». وفي بعض الروايات نصّ عليهم بأسمائهم وألقابهم وهم الذين نعتقد نحن
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية ١٨٨.