ثم نجد في رواته ، عبد الملك بن عمير ، وعبد العزيز الراوردي ، وسفيان الثوري ، الذين عدّهم علماؤكم المتخصصين بعلم الرجال في الجرح والتعديل ، مثل الذهبي في ميزان الاعتدال : ج ٢ / عدّهم من الضعفاء وردّ رواياتهم ، بل عدّ سفيان الثوري من المدلّسين الكذّابين.
فلا أدري كيف تعتمدون على رواية أولئك الكذّابين الوضّاعين؟!
الدلائل والشواهد على إيمان أبي طالب عليهالسلام
أما الدلائل المثبتة لإيمان أبي طالب عليهالسلام فكثيرة ، ولا ينكرها إلاّ من كان في قلبه مرض ، منها :
١ ـ قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة». وأشار بسبّابته والوسطى منضمّتين مرفوعين ، نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ١٤ / ٦٩ ، ط دار إحياء الكتب العربية ومن الواضح أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقصد بحديثه الشريف كلّ من يكفل يتيما ، فإنا نجد بعض الكافلين للأيتام لا يستحقون ذلك المقام وهو جوار سيد الأنام في الجنّة ، لأنهم إلى جنب كفالتهم لليتيم يعملون المعاصي الكبيرة ، والذنوب العظيمة ، التي يستحقون بها جهنّم لا محالة.
ولكنّه صلوات الله عليه قصد بحديثه الشريف جدّه عبد المطلب ، وعمّه أبا طالب ، الذين قاما بأمره ، وتكفّلاه ، وربّياه صغيرا ، حتى أنه صلوات الله عليه كان يعرف في مكة بيتيم أبي طالب ، بعد وفاة جده عبد المطلب ، فقد تكفّل أبو طالب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان في الثامنة من العمر ، وكان يفضّله على أولاده ويقيه بهم.
٢ ـ حديث مشهور بين الشيعة والسنّة رواه القاضي الشوكاني