أظن أنه يكفي ما ذكرناه في خصوص قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ألست أولى بكم من أنفسكم»؟ فلما أقرّوا له قال «من كنت مولاه فعلي مولاه». فهذه الجملة بعد ذلك الإقرار ، دليل واضح على أنّ المراد من المولى الأولوية الثابتة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بنص القرآن الحكيم.
القرينة الخامسة
لقد أثبت المؤرخون وسجّل المحدّثون أنّ حسان بن ثابت الأنصاري أنشأ أبياتا في محضر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الغدير بعد أن نصب عليا بالخلافة والإمامة وشرح ذلك الموقف الخطير في شعره الشهير بمناسبة الغدير.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما ذكر سبط ابن الجوزي وغيره : يا حسّان لا تزال مؤيّدا بروح القدس ما نصرتنا أو نافحت عنّا بلسانك.
وقد ذكر ذلك كثير من أعلامكم منهم :
الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المفسر والمحدّث الشهير في القرن الرابع الهجري المتوفى سنة ٣٥٢ في كتابه المناقب.
وصدر الأئمة الموفّق بن أحمد الخوارزمي في المناقب والفصل
__________________
فقلت : ما هما يا أمير المؤمنين؟
قال : خفناه على حداثة سنّه وحبّه بني عبد المطلب!!]
كفى للمنصف هذه التصريحات في أولويّة الإمام علي عليهالسلام بالخلافة والإمامة على الأمة ، وأنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .
«المترجم»