__________________
كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس وهو جبل قد علا على الجنة وفوقه عرش رب العالمين ومن سفحه تنفجر أنهار الجنة وتتفرّق في الجنان وهو جالس على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم ، فلا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته ، يشرف فيدخل محبّيه الجنة ومبغضيه النار».
ومن طريق البيهقي عن الحاكم النيسابوري بإسناده عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم [إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم لم يجزها أحد إلاّ من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب] وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة : ج ٢ / ١٧٢.
فيا ترى ما هذه الولاية التي لولاها لم يدخل أحد الجنة ومن فقدها فمصيره جهنم وبئس المصير؟!
ثم أعلم أيها القارئ الكريم! لقد فسّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كلمة المولى وأوضح مراده وكشف مقصده حينما سئل عن المعنى ، ولقد أخرج القرشي علي بن حميد في شمس الأخبار / ٣٨ نقلا عن «سلوة العارفين» للموفّق بالله الحسين بن اسماعيل الجرجاني والد المرشد بالله ، بإسناده عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه [لما سئل عن معنى قوله : من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ قال «الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه ، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي ، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي ، فعليّ مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه».]
وقد ذكرنا أنّ ابن حجر نقل في صواعقه صفحة ٢٥ / خطبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في غدير خم ومن جملة حديثه الشريف :«أيها الناس! إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا «علي» مولاه ... الخ».
ولا يخفى عليك أهميّة فاء التفريع في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «ـ فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ».