بين عينيه لأنّ عليا عليهالسلام قال : اللهم ارمه بيضاء لا تواريها العمامة (١).
__________________
(١) لقد نقل كثير من أعلام أهل السنّة خبر دعاء الإمام علي عليهالسلام على من كتم شهادته لحديث الغدير ولاهميته ننقله بالنصوص التي ذكروها ، منها : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج ٤ ص ٧٤ / ط دار إحياء التراث العربي بيروت ، تحت عنوان [فصل في ذكر المنحرفين عن علي] قال :
[وذكر جماعة من شيوخنا البغداديين أنّ عدّة من الصحابة والتابعين والمحدّثين كانوا منحرفين عن علي عليهالسلام ، قائلين فيه السوء ، ومنهم من كتم مناقبه وأعان أعداءه ميلا مع الدنيا ، وإيثارا للعاجلة ، فمنهم أنس بن مالك.
ناشد علي عليهالسلام الناس في رحبة القصر ـ أو قال رحبة الجامع بالكوفة ـ : أيّكم سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه»؟
فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بها ، وأنس بن مالك في القوم لم يقم ، فقال له : يا أنس ، ما يمنعك أن تقوم فتشهد ، ولقد حضرتها! فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرت ونسيت.
فقال : اللهم إن كان كاذبا فأرمه بها بيضاء لا تواريها العمامة.
قال طلحة بن عمير : فو الله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه. [أي أصيب بالبرص].]
وروى عثمان بن مطرّف : أنّ رجلا سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب ، فقال : إنّي آليت ألاّ أكتم حديثا سئلت عنه في عليّ بعد يوم الرحبة ؛ ذاك رأس المتقين يوم القيامة : سمعته والله من نبيكم ـ وقال ابن أبي الحديد ـ :
وروى أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذّن ، أنّ عليا عليهالسلام نشد الناس [من سمع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه» ، فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم ، فلم يشهد ـ وكان يعلمها ـ فدعا علي عليهالسلام عليه بذهاب البصير فعمى ، فكان يحدّث الناس بالحديث بعد ما كفّ بصره. انتهى كلام ابن أبي الحديد.]