تقلّد سيفه.
فقال : قم يا عمر! قم يا خالد بن الوليد! انطلقا حتّى تأتياني بهما.
فانطلقا ، فدخل عمر ، وقام خالد على باب البيت من خارج ، فقال عمر للزبير : ما هذا السيف؟!
فقال : نبايع عليّا.
فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثمّ دفعه وقال : يا خالد! دونكه فأمسكه.
ثمّ قال لعليّ : قم فبايع لأبي بكر!
فأبى أن يقوم ، فحمله ودفعه كما دفع الزبير فأخرجه ، ورأت فاطمة ما صنع بهما ، فقامت على باب الحجرة وقالت : يا أبا بكر ، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله! ... إلى آخره.
وقال ابن أبي الحديد في صفحة ٥٩ و ٦٠ : فأمّا امتناع عليّ عليهالسلام من البيعة حتّى أخرج على الوجه الذي أخرج عليه. فقد ذكره المحدّثون ورواه أهل السير ، وقد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب ، وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين ، وقد ذكر غيره من هذا النحو ما لا يحصى كثرة.
٦ ـ مسلم بن قتيبة بن عمرو الباهلي ، المتوفّى سنة ٢٧٦ هجرية ، وهو من كبار علمائكم له كتب قيّمة منها كتاب «الإمامة والسياسة» يروي في أوّله قضية السقيفة بالتفصيل ، ذكر في صفحة ١٣ قال : إنّ أبا بكر تفقّد قوما تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا