والترمذي في صحيحه ٢ / ٢١٣ ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب ٢ / ٥٥٧ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٠ ، والسيوطي في «الجامع الصغير» وغير هؤلاء من علمائكم الموثوقين لديكم.
فهل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعذر عثمان؟! هل يعذره في تلك المعاملات السيّئة التي عامل بها حبيبه وصاحبه أبا ذرّ الذي أمره الله تعالى بحبّه؟!!
هل هذه الأعمال البربرية ، تصدر من ذي رحمة ورأفة ، أم من ذي صلابة وقسوة؟!!
الحافظ : إنّما لاقى أبو ذر عقاب أعماله! لأنّه كان في الشام يدعو الناس لعليّ كرّم الله وجهه ، وكان يقول علانية : بأنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «عليّ خليفتي فيكم» فكان يعرّض بعثمان والشيخين ، بأنّهم غصبوا الخلافة من عليّ بن أبي طالب ، فكان بهذه الكلمات يوقع الخلاف بين المسلمين في الشام ، فيشتّت آراءهم بعد أن كانوا على رأي واحد ؛ والخليفة مسئول على حفظ الدين ووحدة الكلمة واتّحاد المسلمين ، ولم يكن بدّ لعثمان من طلب إرجاعه إلى المدينة ، ليجعله تحت نظره ويراقب أمره.
قلت :
أوّلا : كان في المدينة تحت نظره ولكن أبعده إلى الشام ثمّ استردّه إلى المدينة!
ثانيا : وهل الإسلام يخالف بيان الحقّ؟!
وهل من العدل والدين أنّ من صدع بالحقّ يجب أن ينفى ويعذّب حتّى يموت صبرا؟!!