فلا داعي لتغيّر الحال والغضب ، وشدّة المقال والعتب ، أو أن تنسب إليّ الإساءة باللسان ، والإهانة في البيان! بل من حقّك أن تطالبني بالدليل والبرهان.
وإن أردت منّي ذلك فأقول :
ذكر كثير من علمائكم ومؤرّخيكم ، أنّ القتال الذي لم يحضره الإمام عليّ عليهالسلام لم ينتصر فيه المسلمون ، والذي حضره سجّل فيه النصر والانتصار للدين ، وأهمّها غزوة خيبر ، فإنّ عليّا عليهالسلام غاب عن المعسكر لرمد أصابه في عينه فأعطى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الراية لأبي بكر ، فرجع منكسرا ، فأعطاها لعمر بن الخطّاب ، فرجع وهو يجبّن المسلمين وهم يجبّنونه!
الحافظ : ـ وهو غضبان ـ : هذا الكلام من أباطيلكم ، وإلاّ فالمشهور بين المسلمين أنّ الشيخين كانا شجاعين ، وكلّ منهما كان يحمل في صدره قلبا قويّا ليس فيه موضع للخوف والجبن.
قلت : ذكرت لكم مرارا ، أنّ شيعة أهل البيت عليهمالسلام لا يكذبون ولا يفترون ، لأنّهم يتّبعون الأئمّة الصادقين عليهمالسلام ، وهم يحسبون الكذب من الذنوب الكبائر ، والافتراء أكبر منه خسائر.
ونحن كما قلت مرارا ، لسنا بحاجة لإثبات عقائدنا وأحقّيّة مذهبنا ، أن نضع الأحاديث ونتمسّك بالأباطيل.
فإنّ غزوة خيبر من أهمّ الغزوات التي سجّلها التاريخ من يومها إلى هذا اليوم ، وجميع مورّخيكم ذكروها باختصار أو بتفصيل ، منهم : الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٦٢ ، ومحمد بن طلحة في مطالب السئول : ٤٠ وابن هشام في السيرة النبوية ، ومحمد بن يوسف الكنجي في الباب الرابع عشر من «كفاية الطالب» وغير هؤلاء