الأعلام والمؤرّخين العظام ، أنّ الفتوحات التي حصلت في الإسلام ، أكثرها وأهمّها كانت في عهد سيّدنا عمر وبأمره وسياسته وحسن قيادته ، وأنت تقول إنّه كان فرّارا من الحروب ، وإنّه سبّب هزيمة المسلمين وانكسارهم!
أتظن أنّنا نسمع هذه الإساءة والإهانة بخليفة سيّد الأنام وأحد زعماء الإسلام ، ونسكت؟!
نحن لا نتحمّل هذا الكلام ، فإما أن تأتي بالدليل والبرهان ، أو تستغفر الله سبحانه وتعالى من الإساءة والإهانة في الحديث والبيان.
قلت : وهل تكلّمت بكلام في طول حوارنا وبحثنا في الليالي الماضية من غير دليل وبرهان؟!
أو هل رويت حديثا من غير أن أذكر له مصدرا وسندا من كتبكم المعتبرة ومصادركم الموثّقة؟!
أما عرفتم أنّي لا أتكلّم عن جهل وتعصّب ، ولا أنحاز إلاّ إلى الحقّ ، وأنّ مدحي وقدحي لا يكون إلاّ بسبب مقبول عند ذوي العقول؟!
وأظنّ إنّما صدرت منكم هذه الزبرة والزفرة والنفرة! حين سمعتم الكلام من رجل شيعي ، فحسبتموه إساءة وإهانة ، وذلك لأنّكم تسيئون الظنّ بنا ، والله عز وجلّ يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ...) (١).
فإنّكم تظنّون أنّ الشيعة يحرّفون التاريخ ، ويضعون الأحاديث ليذمّوا رجالا ويمدحوا آخرين ؛ بينما نحن لا نزيد على الواقع شيئا ، ولا نتكلّم إلاّ نقلا من كتب علمائكم ومحدّثيكم.
__________________
(١) سورة الحجرات ، الآية ١٢.