كقطرة بحر في سبعة أبحر (١).]
وقال عليهالسلام في آخر الخطبة المرقمة ١٠٨ من نهج البلاغة «نحن شجرة النبوّة ومحطّ الرسالة ومختلف الملائكة ومعادن العلم وينابيع الحكم».
قال ابن أبي الحديد في شرحه ج ٧ / ٢١٩ ، ط دار إحياء الكتب العربية : فأما قوله [ومعادن العلم وينابيع الحكم : يعني الحكمة أو الحكم الشرعيّ ، فإنّه وإن عنى بها نفسه وذريّته ، فإنّ الأمر فيها ظاهر جدا ، قال رسول الله (ص) : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب ، وقال (ص) : أقضاكم عليّ. والقضاء أمر يستلزم علوما كثيرة ـ وبعد نقله روايات أخرى ـ يقول :
وبالجملة فحاله في العلم حال رفيعة جدا لم يلحقه أحد فيها ولا قاربه ، وحقّ له أن يصف نفسه بأنّه معادن العلم وينابيع الحكم ، فلا أحد أحقّ بها منه بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم]. انتهى.
وأخرج ابن عبد البر في الاستيعاب : ج ٣ / ٣٨ ، ومحمد بن طلحة العدوي في مطالب السّئول ، والقاضي الإيجي في المواقف ص ٢٧٦ عن النبي (ص) أنه قال «أقضاكم عليّ».
__________________
(١) وقال ابن أبي الحديد في مقدمة شرح نهج البلاغة [ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه أخذ ومنه فرّع ، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحّة ذلك لأنّ أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له ، وانقطاعه إليه ، وأنّه تلميذه ، وقيل له : أين علمك من علم ابن عمك؟
فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط.]
«المترجم»